عمار فيصل أحد شهود العيان يتحدث لـ«عكاظ» ويروي تفاصيل الحادثة.
عمار فيصل أحد شهود العيان يتحدث لـ«عكاظ» ويروي تفاصيل الحادثة.




نائب مدير الأمن يشرح لـ«عكاظ» آلية عمل حاويات النفايات الإلكترونية. (تصوير: أحمد القحطاني)
نائب مدير الأمن يشرح لـ«عكاظ» آلية عمل حاويات النفايات الإلكترونية. (تصوير: أحمد القحطاني)




حاويات النفايات العادية التي وضعت بدلا من الحاويات الإلكترونية.
حاويات النفايات العادية التي وضعت بدلا من الحاويات الإلكترونية.
-A +A
أيمن الصيدلاني (المدينة المنورة)
أكد شهود عيان تابعوا حادثة مقتل طفل إثر إدخال رأسه في حاوية نفايات إلكترونية بمجمع تجاري شهير في المدينة المنورة لـ«عكاظ» أنهم سمعوا صرخات استغاثة الأم المكلومة أثناء مشاهدتها رأس فلذة كبدها محتجزاً داخل الحاوية، ولم تتمالك نفسها لتهرع إليه مسرعة محاولة سحبه فيما الحاوية كانت تحكم قبضتها على رأسه، ليلقى حتفه أمام نظر والدته المنهارة.

وفيما رصدت «عكاظ» قيام إدارة المجمع بإزالة حاويات النفايات الإلكترونية بعد وقوع الحادثة واستبدالها بحاويات أخرى عادية، أوضح عدد من شهود العيان من بائعي محلات المأكولات السريعة أن حاويات النفايات الإلكترونية ليست عليها ملصقات تشير إلى خطورتها.


وقال عادل أحمد: «ليس فيها أي إشارة أو تحذير يوحي بعملها إلكترونيا وبواسطة الكهرباء، وأن بداخلها فرامة، وأبسط إجراءات السلامة غير متبعة».

وأوضح محمد الصفتي أنه كان ذاهباً لإحضار بعض النواقص للمحل، وأثناء مروره بالقرب من موقع الحادثة سمع صراخ امرأة وهي تحاول سحب رأس طفلها العالق بحاوية النفايات، وبعد إخراجه شاهد تعرض الطفل إلى جرح غائر في مؤخرة الرأس، ونزف الدم بكمية كبيرة، قبل نقله بسيارة الإسعاف إلى المستشفى.

وأشار كل من خالد الرفاعي وعمار فيصل إلى أنهما شاهدا امرأة تستنجد وتصرخ بأعلى صوتها، وبجوارها طفل ملقى على الأرض يسبح بالدماء، وفي هذه الأثناء تجمع مرتادو المجمع وقاموا بحمل الطفل ونقله من مكان لآخر وهو ينزف الدماء قبل وصول سيارة الإسعاف، وفي هذه الأثناء حضر أحد أقرباء الطفل وحمله وركض به مسرعاً إلى الدور الأرضي محاولاً إسعافه، وفي وقت لاحق وصلنا نبأ وفاته.

ونوهت منيرة آل إبراهيم إلى أن الطفل كان يحتضر أمام عينيها والأم حاضنة طفلها وعباءتها ملطخة بالدم وتصرخ وتقول «لا تسيب ماما»، والمتسوقات يسكبن الماء عليها لتهدئتها.

أمن المجمع: الكاميرا وثقت لعب الطفل وحيداً !

أوضح نائب مدير الأمن بمجمع الراشد مول علي العمري لـ«عكاظ» أن الكاميرا البانورامية رصدت الطفل أثناء قيامه باللعب جوار الحاوية، وظل يلهو بمفرده، ولم يشاهد بجواره أحد، وبعد ثلاث مرات من الدوران للكاميرا شوهدت امرأة تحمل طفلا في حالة إغماء، وتستنجد بالمتسوقين، ليطلب منها أحد الموجودين وضعه على الأرض.

وأضاف أنه في هذه الأثناء تلقت عمليات المجمع بلاغا من رجل الأمن الموجود في موقع الحادثة يفيد بوجود إصابة طفل احتجز رأسه داخل إحدى الحاويات الإلكترونية، وعلى الفور تم إبلاغ عمليات الهلال الأحمر، وفي هذه الأثناء قام أحد الموجودين بحمل الطفل والركض به إلى أقرب مخرج، وحينها كان يتنفس والدم ينزف من رأسه بغزارة، وبعد وصول المسعفين تم نقل الطفل إلى أحد المستشفيات الخاصة القريبة بعد إجراء الإسعافات الأولية، لافتا إلى أنه بحسب رصد الكاميرات فإن الزمن منذ وقوع الحادثة حتى نقل الطفل إلى داخل سيارة الإسعاف 10 دقائق تقريباً. وأكد العمري أن الجهات الأمنية باشرت موقع الحادثة، والتقطت صورا للموقع، وسلمت تقريراً يحتوي على التفاصيل كافة، وبرفقته نسخة من رصد الكاميرا البانورامية.

وأشار نائب مدير الأمن إلى أنه يوجد داخل المجمع 10 حاويات إلكترونية، تم نصبها منذ ثماني سنوات، تعمل بواسطة حساس، إذ بعدما يتم إلقاء النفايات تغلق أوتوماتيكياً، وتعتبر آمنة، وأن الضاغط لا يمكن أن يعمل طالما الفتحة التي تلقى من خلالها النفايات لم تغلق تماماً.